تهنئتان ووعد وتوضيح بقلم / محمد عبد الرحمن صادق

v

 

بقلم / محمد عبد الرحمن صادق :
تهل علينا الأيام الطيبة والذكريات العطرة والمناسبات السعيدة فنتبادل التهاني والتعبير عن دفء المشاعر ، ونبدي ما نكنه للآخرين من حب واحترام وتقدير . حقيقة إن هذا الفعل من العادات الأصيلة والطيبة ، فإن من سمت ديننا الحنيف مُراعاة الذوق العام ومُراعاة شعور الآخرين في أفراحهم وأتراحهم ما لم تصطدم أفعالهم فيها بنص صريح ، حتى لا نذوب في العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصحه وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ” ( رواه مسلم ) . – حقاً إن هذه الأخلاقيات السامية تزيد أواصر الحب والألفة والمودة بين المسلمين وتقوي بُنيان المجتمع المسلم بل والأمة الإسلامية بأثرها .

– بخصوص التهنئة الأولى : نهنئ أنفسنا وأهلينا وأحبابنا وكل من له فضل علينا من أهل الحق بقدوم شهر رمضان المبارك داعين المولى عز وجل أن يجعله شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار ، وأن يجعله شهر يُسر وتفريج هم المهمومين وكرب المكروبين ، وأن يجعله سبحانه وتعالى شهر نصر للإسلام والمسلمين . كما ندعوه سبحانه أن يعيننا على التوبة النصوح وعلى فعل الطاعات وترك المنكرات إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .
– وبخصوص التهنئة الثانية : نهنئ كل من قصَّر في حق نفسه وأقحمها في الذنوب وكاد أن يوردها المهالك – بكونه كان يوماً مُوالياً للظالمين – فاستبان الطريق وعرف الحق فعاد إليه وتحدَّث بلسانه وأصبح من جنده . داعين المولى عز وجل لهؤلاء أن يغفر ذنوبهم وأن يعصمهم فيما بقي من عمرهم .
– عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برأت منه ذمة الله وذمة رسوله …. ” .
– أما بخصوص الوعد : فهناك من ظلم ويظلم العباد وأفسد ويفسد البلاد ، وهناك من يعاون الظالمين ويسير في ركابهم ويستقوي بهم ويتحدث بلسانهم فلقد طمس الله تعالى على أبصارهم فلم يروا للحق سبيلاً ولم يستجيبوا لنصح الناصحين ولم يتقوا الله تعالى في خلقه بل نكلوا بهم وأغروا بهم السفهاء الظالمين . فهؤلاء الظالمين وأعوانهم نعدهم أننا سنتقرب إلى الله تعالى بالدعاء عليهم أن يقصم الله ظهورهم وأن يبدد عرشهم وألا يسعد لهم قلباً ولا يبارك لهم في رزق ولا يصح لهم بدناً كما سندعوه سبحانه وتعالى أن يخلص البلاد والعباد منهم ومن شرورهم عاجلاً غير آجل .
– وبخصوص التوضيح : يتلخص في نقاط ثلاث :-
1- ليس الفصل بين التهنئة الأولى والثانية فصل فضل أو مكانة أو تفاوت في الحب والمنزلة ، ولكن لإبراز ما قام به هؤلاء الذين عادوا إلى الحق عوداً حميداً ، وتغلبوا على هوى النفس غير مُبالين بالباطل وأهله ولا بالظالم وبطشه . فهم بذلك قد أصبحوا تاج على الرؤوس ووسام على الصدور .
2- من الملاحظ أن من يرسل تهنئة أو يكتبها على وسائل التواصل الاجتماعي ينسى أو يتناسى الدعاء على الباطل وأهله فيظن البعض أننا قد نسينا قضيتنا أو نسينا ما قاموا به من بطش وظلم في حق البلاد والعباد . فلابد وأن نذكِّرهم بظلمهم وفحش أفعالهم في كل وقت لكي ننغص معيشتهم ونقض مضاجعهم ونؤرق نومهم ، إن كان عندهم بقية من إحساس أو شعور .

3- إن مجاهرتنا بالدعاء على الظالمين وأعوانهم ربما تحرك ساكناً بداخلهم أو تصادف خيراً في نفوسهم فيراجعوا أنفسهم ويُعرضوا عن ممارساتهم التي تغضب الله تعالى وتفسد البلاد وتؤذي العباد . فإن أعانهم الله تعالى على ذلك كان خيراً كبيراً ووجب على أهل الحق قبول عودتهم ما لم يكونوا قد لوثوا أيديهم بدماء الأبرياء . وإن تمادوا في غيهم وظلمهم فليذهبوا غير مأسوف عليهم وليعلموا أن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...