رمضان شهر الثورة على العادات القبيحة، قال : “عليكم بهذا السحور؛ فإنه هو الغداء المبارك”[1]. شهر الثورة على كسل النفس؛ ففي الصحيحين من حديث عائشة: “كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره”. شهر الثورة على هيجان الشهوة “فمن لم يستطع منكم الباءة فعليه بالصوم؛ فإن الصوم له وجاء”.
شهر الثورة على ماديات النفس، قال رسول الله : “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
شهر الثورة على النمطية بالحياة “إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي”. شهر الثورة على هدر الوقت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
شهر الثورة على حب الذات “من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”[2]. شهر الثورة على الأنانية؛ ففي الصحيحين من حديث عائشة: “كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.
شهر الثورة على الانعزالية، قال : “طهرة الصائمين طعمة المساكين”. شهر الثورة على اللامبالاة “اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم”[3].
شهر الثورة على إهمال الروح {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].
شهر الثورة على قطع الأرحام، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه سمع النبي يقول: “فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله تعالى جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر، فيركزه على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر، فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب، فيبعث جبريل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم، ويؤمِّنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبريل عليه السلام: يا معشر الملائكة، الرحيل الرحيل. فيقولون: يا جبريل، ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: إن الله تعالى نظر إليهم وعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة. فقالوا: ومن هؤلاء الأربعة؟ قال: مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع الرحم، ومشاحن”[4].
شهر الثورة على الفقر “اغنوهم في هذا اليوم عن الطواف”. شهر الثورة على الاستهلاك؛ سئل الرسول أي الصدقة أعظم أجرًا؟ فقال: “أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان”.
شهر الثورة على جفاف العلاقات الزوجية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187].
شهر الثورة على فرقة الشعوب “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”. شهر الثورة على حب الظهور، شهر الثورة على الرياء؛ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : “قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي”.
شهر الثورة على المعسرين {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
شهر الثورة على الشقاق “لأن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له، أحب إليَّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرًا”. شهر الثورة على الخلاف، خرج النبي ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: “خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم”.
شهر الثورة على السلبية، قال الرسول : “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه”[5].
شهر الثورة على إلف الطبيعة، قال النبي : “إذا رأيتم الهلال فصوموا”[6].
شهر الثورة على الغضب “وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ”. شهر الثورة على المفاهيم المغلوطة “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”. شهر الثورة على الدنيا “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ”. شهر الثورة على الدعة “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ”.