د/ إبراهيم كامل :
شعبان شهر المؤمنين
أراحنا بحقيقة الانقلابيين
الحمد لله القائل في كتابه ” وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ” الأنبياء 105 والقائل ” إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ” والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
شهر شعبان هو شهر العابدين المؤمنين حيث يؤهلهم لاستقبال حبيبهم رمضان كما ينبغي ومن علامات حب هذا الشهر الكريم للمؤمنين أصحاب الشرعية أنه يبصرهم جيدا بحقيقة الانقلابيين الذين لم ولن يتغيروا عبر الأزمان وأن سلالتهم النجسة لاتزال تًحدِث الهزات القوية في صفوف المؤمنين بلاهوادة .
عن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت (لما قدم الرسول صلي الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء، غدا عليه حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب.. فهششت إليهما فما التفتُ إلي أحد منهما مع ما بهما من الهمّ، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي أهو هو (أي المبشر به في التوراة)، قال: نعم والله، قال أتثبته وتعرفه؟ قال: نعم قال فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت ” ابن إسحاق والبيهقي وانظر الروض الأنف . لم تكن تلك الكلمة التي قالها عدوالله وعدو رسوله حيي بن اخطب هي مجرد كلمة قالها تحت تأثير الغضب، ولم تكن مجرد شعار رفعه للاستهلاك المحلي كما يقال ،بل كانت بمثابة إعلان حرب لن تنته إلا بنهاية هذه الدعوة وقتل رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم ، وكان وراء كل محاولات التمرد والتخريب التي قام بها اليهود والمشركون في المدينة لزعزعة استقرار هذا المجتمع المسلم الوليد وهذا بالضبط مافعله السيسي القزم ابن اليهودية وأعوانه من الانقلابيين من نسل عبدالله بن أُبي بن سلول حيث استغل مرحلة التغيير التي يقودها رئيس الجمهورية الشرعي الدكتور محمد مرسي حيث كان يؤسس لبنات دولة الحرية والديمقراطية والاعتماد على النفس بعد الاعتماد على الله تعالى حيث تحرك هؤلاء المجرمون مستغلين سماحته وعفوه وصفحه وحكمته ولينه فجاءوا بعدتهم وعتادهم لزعزعة الأمن من خلال البلاك بلوك وغيره من البلطجية الشبيحة الذين لايهمهم سوى الحصول على المال لاشباع نزواتهم وشهواتهم واستغلوا الفلوليين الذين لايزالون في الوزارات لإحداث الأزمات كقطع الكهرباء وأزمة البنزين وغيرها من الأزمات المفتعلة .
والخلاصة أن هذا الشهر الكريم حدد لنا جذور الانقلابيين من خلال حدثين هامين ألا وهما ” تحويل القبلة وغزوة المريسيع ( بني المصطلق ) فالأولى تحدد لنا جذر شجرة الانقلاب والثانية تحدد لنا فروع وأدوات الانقلاب . وأيضا يوضح لنا أهل الشرعية والسلمية على حقيقتها
أولا : أهل السلمية المتمثلة في الرسول صلى الله عليه وسلم والحقد اليهودي الصهيوني
سلمية رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه ، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم ، وكان المشركون يفرقون رءوسهم ، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ، ثم فرق بعد . متفق عليه .
وثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال ” صلّى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت … ” ثم استجاب الله تعالى لِما يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتوجه للبيت الله الحرام ” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ….” فالمؤمنون قالوا: سمعنا وأطعنا؛ كل من عند ربنا، أما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء، ولو كان نبيا لاستمر على قبلته، وأما المنافقون فقالوا: ما يدري محمد أين يتجه في صلاته، إن كانت الأولى حقا فقد تركها، وإن كانت الثانية حقا فقد كان على الباطل ، وهنا اتضحت أصل هذه الشجرة الخبيثة و هم اليهود الصهاينة الحاقدون ، أما الأدوات فهم المنافقون العِلمانيون الذين يزعمون أنهم مسلمون والإسلام منهم بريئ ” ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون ” فهم أخوة النسب والعقيدة .
هؤلاء الانقلابيون الحاقدون من المجلس العسكري قاموا بتنفيذ مخطط أسيادهم بالحرف الواحد واقرؤوا إن شئتم ماقالته الصهيونية الأمريكية آن باترسون وهذه المقالة منتشرة جدا في معظم المواقع الالكترونية ونقلتها بعض القنوات المصرية آنذاك مثل قناة التحرير وغيرها من القنوات التي تعمل لحساب الصهيونية العالمية حيث صرحت بهذا في يوم 2 من إبريل 2013 حيث قالت تحت عنوان ” مصر مِلك لليهود في 2013 ” وجاء الخبر هكذا ” صرحت السفيرة الامريكية بالقاهرة آن باترسون أن عودة اليهود من الشتات ومن كافة بلدان العالم إلى أرض الموعد من النيل إلى الفرات صار وشيكا وأنه سيتم خلال العام 2013، وأعلنت بفخر أنها لعبت دورا محوريا و خطيرا حقق لشعب الله المختار النبؤات التى قيلت عنه بصورة تعتبر اعجازية كما أعلنت أن المصريين لن يمانعوا فى عودة اليهود بل سيتوسلون إليهم لكى يعودوا الى مصر وينتشلونهم من الفقر و المجاعة بعد اعلان إفلاس مصر الموشك و المتوقع خلال نفس العام ….” وهانحن بالفعل رأينا ماحدث من انقلاب على الشرعية من خلال المتآمرين من قادة الجيش الذين يعملون خدما لساستهم الصهاينة ووقعت مصر أسيرة فعلا في أيدي الصهاينة المعتدين من كلاب العسكر في الوقت التي حددته الخنزيرة وتم الانقلاب على أول رئيس شرعي في تاريخ الدول العربية كلها .
ثانيا : تجرؤ المنافقين على عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة بني المصطلق ( المريسيع ) حيث انتصر المؤمنون على خصومهم وليس هذا فحسب بل دخل بنو المصطلق جميعا بقيادة الحارث بن ضرار إلى دين الله الحق وشهدوا للرسول بالنبوة وتزوج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من أمنا جويرية بنت الحارث رضي الله عنها وأخزي الله المنافقين الذين خرجوا مع المسلمين للفوز بالغنائم ولزعزعة الصف وأول مابدءوا به أنهم استغلوا حدثا بسيطا يحدث حتى على مستوى الأسرة المسلمة في البيت الواحد حيث يختلف الأخ مع أخيه مازحا لكنهم أججوا نار الفتنة وقال عبدالله بن أُبي بن سلول مؤسس الجامعة الكبرى للمنافقين ” سيسي زمانه ” الذي كان في كل خطبة يخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يقف قبل بداية كل خطبة ويقول للناس بصوت عال ” هذا رسول الله أكرمكم الله به وأعزكم به فانصروه وعزروه فاسمعوا له وأطيعوا ” ابن هشام ، حتى فضحهم الله في غزوة أحد عندما رجعوا وانسحبوا من ساحة المعركة قبل أن تبدأ حتى تنهار معنويات المسلمين وفي أول جمعة بعد أحد أراد المجرم المنافق أن يمارس هوايته ويقف ليقول للناس ماكان يقوله قبل الخطبة فأخذ المسلمون بثيابه وقالوا: اجلس عدو الله فلست لذلك بأهل فخرج يلوي عنقه مستكبرا ” وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ” وسبحان الله هذا مافعله القزم السيسي ابن اليهودية مع فخامة الرئيس الشرعي محمد مرسي حيث كان يتظاهر بالصلاة والصيام أمامه بالنهار ويكون حاطب ليل مع المجرمين إخوان الشياطين مِن أمثاله ليحددوا وقت الانقلاب وساعاته .
هؤلاء الانقلابيون السلوليون أتهموا أمنا عائشة رضي الله عنها في عِرضها وبرَّأها الله تعالى من فوق سبع سماوات وقد فضحهم القرآن فهو يتلى إلى يوم الدين من خلال سورة “المنافقون “والتي كان يقرؤها رسولكم صلى الله عليه وسلم في كل جمعة وكذلك قوله تعالى ” إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم …….. إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون…… إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم …. الآيات
ويتكرر الحدث حيث قام كلاب العسكر وأدواته باتهام المحصنات الغافلات المؤمنات ولكنهم فعلوا مالم يفعله آباؤهم المنافقون من قبل حيث أنهم تخطوا كل الشرائع والأعراف والتقاليد فسجنوا بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا واستباحوا العِرض والدم وباعوا الأرض وغيروا علمها الذي ظهر باللون الأبيض والأزرق منذ سنتين على شركة مصر للطيران فلم يعد شكل الرمز بالأحمر كما كان وفي الخطاب الذي ألقاه المنقلب السيسي في أسيوط وحملت الخيمة العلم الصهيوني فقط وقريبا سيعلنها رسميا في علم مصر ولايزال قطاع عريض من المصريين مخدوعين في هؤلاء الخونة فهل لهم أن يستيقظوا قبل أن يحتل هؤلاء الصهاينة ماتبقى من تراب مصر التي انقطع صوتها استغاثة بكم ، مصر التي أنجبت أطهر وأفضل رئيس جمهورية في تاريخها والذي قدم رقبته ثمنا لنجاح ثورتها والحفاظ عليها ألا وهو فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي ، مصر التي استشهد على تربتها مايزيد عن خمسة آلاف من خيار أبنائها العلماء والحفظة والطلبة والمربيات من أجل إكمال مسيرة الحرية والتحرر من الاستعباد والاستبداد العسكري الصهيوني . الفرصة قوية في الساعات القادمة أن نرج أبواب السماء ونحن في رياض رمضان بكثرة الدعاء عليهم ، الفرصة قوية ليكون آخر شهر في حياة الانقلابيين عندما نخرج على قلب رجل واحد لنقول للمستعمرين من المجلس العسكري لن ترحلوا قبل المحاكمة العادلة بالقصاص الذي يشفي صدور المؤمنين ، الفرصة قوية جدا لنقول للعلمانية والليبرالية العالمية اتركوا مصر لأبنائها كي يسعدوها ويزينوها بالخيرات والثروات ، نستطيع أن نفعل ذلك كله في ساعة واحدة إذا أخذتنا النخوة على الدين والعرض والدم والأرض ” وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما ستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا … ” واعلموا أن الله على نصركم لقدير سبحانه وتعالى
اللهم نصرك الذي وعدت ، اللهم فرج عن فخامة الرئيس ومن ابتلي معه من أجل الدين والعِرض والأرض
والحمد لله رب العالمين