تأملات في الكون حول الظل .. بقلم عبد الله أمين

PIC-980-1344377240تعال أخي الكريم نتأمل ونعمل فكرنا ونحن ننظر عجائب الكون من حولنا ، أرى الناس في ليل الصيف يخرجون إلى الطرق القريبة من جداول المياه ومنابت الزرع يستروحون نسمات يروحون بها عن أنفسهم متاعب اليوم السابق ولفح الهاجرة فيه .. لكن أهل الإيمان والتقى يستبدلون هذا الوقت بساعة الإسفار مع أول ضوء النهار لم يفتهم النوم المبكر -وهو سنة نبوية كريمة- فاستيقظوا مبكرين وصلوا الفجر آمنين، واستروحوا نسمات الصبح المبللة بقطرات الندى في ضوء الزهور الآذنة بانفتاح مع أريجها الفواح، والظل ممتد أول النهار يغطي كل شيء ويد الله الحانية تهيئ القلوب لإشراقة أنوار الإيمان، كما يهيئ الدنيا كلها لإشراقة أنوار الصبح الجميل .
وتذكر في ضوء سورة الفرقان ناسا ضلوا وطلبوا رؤية ربهم، قال تعالى : “لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ” حين نذكرهم نقول لهم : أما رأيتم ربكم من خلال صنعته في الظل؟ ذاك الذي يرق نداوةً ساعة إسفار النهار. أما وجدتم في قلوبكم راحة لمًّا رأيتم من صلوا الصبح ذات يوم مبكرين، وتأملوا الطبيعة مسفرين؟ أما استجيشت جوانحكم بمعاني الجلال والعظمة لربكم لمَّا علمتم أن الأرض تتحرك حركتها ولما رأيتم الشمس تبرز بروزها، ولما رأيتم الضياء ينساب في جنبات الوجود يوقظ الحياة ويصنع الحياة.
عجب لكم حين قلتم “أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا” ولن تمكنوا من ذلك حتى ولو طلبتموه من واحدٍ من ملوك الدنيا، ودونه وإياكم مسلحون وحُجًّاب. انظروا ربكم واعرفوه في زهرة تتفتح عن أكمامها، أو في العطر يفوح من ثناياها، أو في نحلة تدغدغ الأجزاء الملونة من أوراقها وتعلموا، كم تفعل ذلك من أغراض ومنافع وما يقيمه إلا الله الذي يملك كل شيء ويخلق كل شيء وهو الخلاق العليم .
ثم نقول بين المتأمل في المخلوقات في كون الله تعلما والناظر إليها فرق كبير ، فالمتعلم يطوف حول الظاهر للأشياء ويبحث جاهدا عن الخصائص والمنافع، أما نظرات التأمل فمجالها إدراك ما وراء ذلك أو محاولته.. فيتساءل من ذا الذي خلق؟ ومن ذ الذي أودع السر فيما خلق؟ ومن جعل الفرع يتبع أصله على نفس النسق؟ ” ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ”

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...