تنتاب بعض الناس حالة من الاضطراب النفسي والبدني عندما يريد الكلام أمام الجمهور إذا لم يكن مستعدا لذلك، لأن مخاطبة الجمهور بارتياح ودون تلعثم تتطلب استعدادا مسبقا لأنها مهارة تُكتسب عن طريق التعلم.
ومن أجل تعليم الأطفال كيف يتخلصون من الخوف من الكلام أمام الجمهور، أجرت صحيفة لاكروا الفرنسية مقابلة مع برتران برييه، اختصاصي فن الخطابة ومدرب في إطار مشروع “إلوكانسيا”، للحصول على نصائح مفيدة.
وقال برييه إن التحدث أمام الجمهور يعرض المرء لأنظار الآخرين والحكم عليه، لأنه عندما يتحدث عن شيء معين فهو في الوقت ذاته يتحدث عن نفسه وعن سعادته الاجتماعية وعن ثقافته، كل ذلك يشي به خطابه من غير علمه، في حين أن هذه الأشياء لا تظهر في النص المكتوب، بل هي مميزة للخطاب المنطوق، وتلعب الثقة بالنفس دورا كبيرا في الطلاقة.
التعبير الشفهي
وعند سؤاله هل لبعض الأطفال ملكات فطرية للتعبير الشفهي؟
رد برييه قائلا إن هناك بالفعل أطفالا لديهم استعداد فطري للتحدث شفهيا كما يشاهد ذلك في الرياضيات أو الرياضة أو الموسيقى، لكنه عبر عن قناعته بأن كل شخص يستطيع التحسين من قدرته على التحدث شفهيا عن طريق التدريب والتعليم، ولا يعني هذا أن يتكون المرء ليصبح خطيبا بارعا، لكن الهدف أن يكون خطابه واضحا ومسموعا ومقنعا.
كما أوضح أيضا أن الفروق الاجتماعية والطبقية ليس لها كبير تأثير في القدرة على التحدث الشفهي، وقال إنه لاحظ -بوصفه مدرسا- أطفالا من الطبقة الميسورة غير قادرين على التعبير عن أنفسهم، في حين شاهد أطفالا من الطبقة العاملة بارعين في التعبير الشفهي.
سن المراهقة ليست أفضل وقت للتدريب على التحدث أمام الجمهور بل يجب أن يبدأ التعليم قبل المراهقة (بيكسابي)
النقاش في الفصل
وعن السؤال الأهم عن كيفية تعلم الأطفال والمراهقين التحدث أمام الجمهور:
يقول برييه إن سن المراهقة ليست أفضل وقت لتدريس مادة لها صلة وثيقة بالجسم، بل يجب أن يبدأ التعليم قبل بلوغ سن المراهقة.
ويرى برييه أن المدرسين يمكنهم على سبيل المثال تنظيم نقاشات حول الموضوعات التي ترتبط بحياة التلاميذ وتمكنهم البرهنة عليها (مع أو ضد)، مع إعطائهم استراحة إضافية لمدة عشر دقائق، ومن أمثلة هذه المواضيع “وجود شرائح البطاطس في منتصف كل يوم”، أو “توحيد الزي المدرسي”، كما يمكن عمل تمارين في المنزل حول مواضيع من الأخبار اليومية.
من الممكن إجراء تمارين في المنزل على مواضيع من الأخبار اليومية (مواقع التواصل)
ويثمن الاختصاصي نظام التعليم بواسطة التعبير الشفهي، لأنه يشجع الطلاب في سن مبكرة على التحدث أمام الملأ، ففي المدرسة الابتدائية يتمرن التلاميذ يوميا على ما يسمى “عرض وأخبار”، يتحدثون خلاله عن آلة أو شخص أو قصة أمام زملائهم في الصف، ومرة في الأسبوع أمام جميع طلاب المدرسة.