فليصل رحمه

qqq

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام في أوائل دعوته ،
وفي مطلع نبوته إلى صلة الأرحام فقد أخرج الإمام مسلم بإسناده عن أبي أمامة قال :
قال عمرو بن عبسة السلمي :
(( كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة , وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً , فقعدت على راحلتي , فقدمت عليه , فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً ، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له : ما أنت ؟ قال : أنا نبي ، فقلت : و ما نبي ؟ قال : أرسلني الله ، فقلت : وبأي شيء أرسلك ؟ قال : أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيئاً .))
[ مسلم عن عمرو بن عبسة السلمي] أول كلمة قالها النبي عليه الصلاة والسلام أرسلني بصلة الأرحام .
ونحن بصدد مناسبات أولى لصلة الأرحام ،
النبي عليه الصلاة والسلام كما قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه :
(( أوصاني خليلي بصلة الرحم وإن أدبرت ))
[ رواه الطبراني عن أبو ذر] لذلك قالوا صلة الأرحام أمارة أي دليل على الإيمان ، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ))
[ متفق عليه عن أبي هريرة ] ربط هذه الصلة بالإيمان :
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ))
[ متفق عليه عن أبي هريرة ] ثواب صلة الرحم معجل في الدنيا ونعيم في الآخرة :
هذه الصلة عبادة جليلة ، هناك عبادات شعائرية كالصلاة والصوم والحج والزكاة ، وهناك عبادات تعاملية ، هذه الصلة عبادة جليلة من أخصّ العبادات ، يقول بعض العلماء : ما من خطوة بعد الفريضة أعظم أجراً من خطوة إلى ذي رحم ، ثواب هذه الصلة معجل في الدنيا ونعيم في الآخرة .
لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم ))
[ البيهقى عن أبى هريرة ] والقائم بهذه الصلة موعود بالجنة ، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في إحدى خطبه :
(( أهل الجنة ثلاث : ذو سلطان مقسط ـ متصدق ، موفق ـ ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى مسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال ))
[ مسلم عن عياض بن خمار] والله عز وجل قال :
﴿ فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ (38)﴾
( سورة الروم)
له حق عليك ، آتِ فعل أمر :
﴿ فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ (38)﴾
( سورة الروم)
قدم الله القرابة على المساكين وأبناء السبيل ، قال تعالى :
﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ (215)﴾
( سورة البقرة)
لا تقبل زكاة مسلم وفي أقربائه محاويج ، الآخرون أنت لهم وغيرك لهم أما أقرباؤك من لهم غيرك؟
الأقربون من ذوي المسكنة هم أول من يعطوا الصدقة :
أيها الأخوة الكرام ، لذلك أول من يعطى الصدقة هم الأقربون من ذوي المسكنة :
(( كان أبو طلحة أكثر أنصاريّ بالمدينة مالاً ، وكان أحب أمواله إليه بئر حاء ، وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي عليه الصلاة والسلام يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال : يا رسول الله إن الله تعالى يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون وإن أحب أموالي إلي بئر حاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت فقال بخ بخ ذاك مال رابح ))
[روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس بن مالك] هذا هو الربح الحقيقي الذي تدخره ، الربح الحقيقي الذي تنفقه ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا ، : قَالَ بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ))
[ الترمذي وأحمد ] سيدنا عمر أمسك تفاحة قال : أكلتها ذهبت أطعمتها بقيت ، فقال بخ ذلك مال رابح قد سمعت ما قلت فيها ، الآن دققوا وأرى أن تجعلها في الأقربين ، أحب أمواله إليه قدمها إلى رسول الله قال : أرى أن تجعلها في الأقربين ، قال أفعل ذلك يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنو عمه .
كلمة الأرحام تعني :
1 ـ أخوك في الله من أرحامك ولو لم يكن قريباً لك :
ماذا تعني كلمة أرحام ؟ قال : أولاً رحم الدين أخوك في الله من أرحامك هذا معنى جديد ، أخوك في الله ، المؤمن ولو لم يكن قريباً لك ، لو كان من بلد آخر ، لو كان من جنسية أخرى ، لو كان يتكلم لغة أخرى هو من أرحامك ، رحم الدين تشمل جميع المسلمين لقوله تعالى :
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)﴾
( سورة الحجرات : 10)
فأثبت الله الأخوة الإيمانية لجميع المسلمين :
﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)﴾
( سورة محمد)
2 ـ رحم القرابة البعيدة والقريبة من جهة الأبوين :
الرحم الثانية رحم القرابة البعيدة والقريبة من جهة الأبوين ، أوسع تعريف ، الأقرباء الأباعد والأقرباء الأقارب من جهة الأب ومن جهة الأم .
لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا ))
[متفق عليه عَنْ عَائِشَةَ] وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار .
(( إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ))
[الترمذي عن أنس بن مالك]

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...