منهاج حياة

منهاج حياة
هذا المصطلح يعني أنَّ الإسلام كدين خاتم عالمي
متضمن لمناهجَ وأنظمةٍ تُعبِّدُ الطرقَ وتُمَهّدُ السُبل لترسيخ السلم العالمي،
وينبثق من جنباته نظامٌ سياسي واقتصادي واجتماعي شامل أراد أن تكون حياة المرء كلها لله ، فحركاته وسكناته وجهاده بل ونومه لله الذي خلقه ، ويطلب من الإنسان أن يُعمِّرَ الأرضَ، وأن يصنع الحضارة باسم الدين قال صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها” . رواه البخاري . 
إن العبادة تشمل كل نشاط الإنسان في الأرض (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:١٦٢). 
فالله عز وجل لم يخلق الإنسان عبثاً في هذه الحياة، ليلهو ويركن إلى الكسل، وإنما خلقه لحكمة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:٥٦) ، ومنحه سبحانه العقل والإدراك، وكلفه العمل الذي تعود ثمراته عليه في دينه ودنياه بالخير والبركة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:٩-١٠) ومن العبادة المطلوبة عمارة الأرض (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود:٦١). وأمرنا الله بالسعي في الأرض وابتغاء فضل الله (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك:١٥).وبعمارتها وصناعة النهضة والحضارة فيها لكن هذه الشمولية الإسلامية وهذه النظرة المتكاملة كادت أن تندثر بين فئات المجتمع، عندما تشبث الناس بالخرافات واختزلوا العبادةَ في صلاة وصوم وحج حتى تركوا جنبات الإسلام الأخرى ولم يبالوا بمن يتولي زمام المسلمين ، ويقود معركتهم ، ولم يعدّوا ذلك من الفرائض الإسلامية. ورحم الله الخليفة الأول إذ يقول “لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله” 
الإسلام دين ودولة 
إنَّ صناعة الحضارة وبناء النهضة وترشيد القيم والسلوك وسوق الجماهير إلي باريها . إن “شمول الإسلام ” لكل جوانب الحياة .. ومنها السياسة ، كما دلّ علي ذلك القرآن والحديث ، وهدي الرسول وسيرة الصحابة ، وعمل الأمة كلها طوال ثلاثة عشر قرنا أو تزيد . وحسبنا أن القرآن يحذر من إهمال بعض ما أنزل الله تعالي فيقول : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة: ٤٩) فالدين الإسلامي خاتم الأديان الذي ارتضاه الله لعباده ؛ كما قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة:٣) قد جاء كاملا شاملا لكل نواحي الحياة ، ولا ينفك عن حياة المرء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأنه في ذلك كله مراقب لربه خاضع لمظلة السماء ، ومن ثم حياة الأمة كلها . ومن لوازم كون “الإسلام منهج حياة” ، أن يكون دينا ودولة شريعة وأمة ، وليس كما يردد العلمانيون أن لا دخل للإسلام في هذه المناحي (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:٨٩) ماذا لو قررت عصبة من المنافقين أن تنقض علي الحكم في عهد عمر بن الخطاب وتتولي زمام الخلافة وتوجهها كيف شاءت ؟! هل سيقول عمر بن الخطاب : أطيعوهم ما أقاموا فيكم الصلاة ؟ ولو عطلوا الشريعة وظلموا الرعية ؟! هل سيوافق عمر وأشراف الصحابة أن يحكمهم أحفاد عبد الله ابن أبي ؟!. 
إن أحفاد ابن أبي ونسله أمكنهم أن يزحزحوا أتباع محمد بن عبد الله ويفعلوا ذلك ، وإن عصبة من منافقي عصرنا أشد علي الإسلام من ابن أبي . فهناك من تعاونوا مع اليهود والنصارى لدحض المجاهدين في بقاع الأرض (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:٥١) ، وقال تعالي: ( وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة:٢٥٤) إنهم يريدون ” الإسلام كهنوتاً ” يكتفي بتلاوة القرآن علي الأموات، لا علي الأحياء، ويتبرك بتزيين الجدران بآياته، أو افتتاح الحفلات بقراءة ما تيسر منه، ثم يدع قيصر يحكم بما يشاء، ويفعل ما يري ! .
إن الإسلام الذي جاء به القرآن والسنة وعرفته الأمة سلفا وخلفا هو إسلام متكامل لا يقبل التجزئة . إنه الإسلام الروحي ، والإسلام الأخلاقي، والإسلام الفكري، والإسلام التربوي، والإسلام الجهادي، والإسلام الاجتماعي، والإسلام الاقتصادي، والإسلام السياسي . ليست هذه أنواع للإسلام كما يحاول البعض أن يشيع ، بل هو إسلام واحد شامل يجتمع فيه كل تلك الخصائص، إنه ذلك كله؛ لأن له في كل هذه المجالات أهدافا وغايات، كما أن له فيها كلها أحكاما وتوجيهات. لقد أنزل الله تبارك وتعالى نظاما كاملا محكما مفصلا (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:٨٩).
الإسلام والسياسة
يقول العلامة جاد الحق علي جاد الحق في كتابه ” بيان للناس “: ( والمتتبع لآيات القرآن وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم يري صنوف السياسة وقواعدها في إدارة أمور الناس وحسن اختيار الحكام والقضاة ، كما يري أن الإسلام والسياسة متداخلان لا انفصام بينهما ، لأنه دين ودنيا ، يسوس نفس الإنسان ويهذبها بالعبادات وصالح العمل ، ويسوس علاقة الإنسان بزوجه وولده ووالديه والناس جميعا ، ويضع لكل علاقة حكما واحدا ولكل عمل مواصفات العامل الذي يقوم به .. فالإسلام لا يفارق السياسة ، فهو عقيدة وشريعة ، لا ينفصل عن السياسة ولا تضربه ، لأنه صمام الأمن والأمان لها ). 
فقد علم اللهٌ رسوله سياسة الأمور بقوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:١٥٩)
القضاء
قال تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة:٤٩) وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) (النساء:٦٠) وقال عليه الصلاة والسلام :” لو يعطي الناس بدعواهم لادعي ناس دماء رجال وأموالهم ، ولكن اليمين علي المدعي عليه” رواه البخاري ومسلم ، وقال صلي الله عليه وسلم لابن عمه علي كرم الله وجهه حينما ولاه قضاء اليمن :” فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحري أن يتبين لك القضاء”. أخرجه أبو داود والنسائي وكان صلي الله عليه وسلم يختار للقضاء الفقهاء من صحابته ، وكان ممن ولاهم : عمر وعلي ومعاذ وغيرهم فقد كان النظام القضائي في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم واضح المعالم .
الاقتصاد
قام الاقتصاد الإسلامي على العمل الجاد المتقن النافع، قال صلى الله عليه وسلم: { إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.} أخرجه أبو يعلى والطبراني، وقد صححه الألباني في الصحيحة نظرا لشواهده. وقد اهتم الإسلام بجميع المعاملات الاقتصادية من زراعة وصناعة وتحارة ….. إلخ والشواهد من الكتاب والسنة في ذلك كثيرة .
لكن هناك ركيزة أساسية قام عليها الاقتصاد الإسلامي ألا وهي حرمة الربا قال الله العزيز الحكيم: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (البقرة:٢٧٥-٢٨١).
وجاء في صحيح البخاري عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ ) . وجاء بمسند أحمد َإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ ) . كما ورد بمسند أحمد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ قَالَ وَقَالَ مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ} وورد بصحيح البخاري عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ} .
قال الشهيد سيد قطب في كتابه المستقبل لهذا الدين: “الإسلام منهج… منهج حياة… حياة بشرية واقعية بكل مقوماتها… منهج يشمل التصور الاعتقادي الذي يفسر طبيعة (الوجود)، ويحدد مكان (الإنسان) في هذا الوجود، كما يحدد غاية وجوده الإنساني… ويشمل النظم والتنظيمات الواقعية التي تنبثق من ذلك التصور الإعتقادي وتستند إليه، وتجعل له صورة واقعية متمثلة في حياة البشر… كالنظام الأخلاقي والينبوع الذي ينبثق منه، والأسس التي يقوم عليها، والسلطة التي يستمد منها… والنظام السياسي وشكله وخصائصه… والنظام الاجتماعي وأسسه ومقوماته… والنظام الاقتصادي وفلسفته وتشكيلاته… والنظام الدولي وعلاقاته وارتباطاته… ” 
إن للإسلام أحكاماً كلية تتعلق بالسلم والحرب والمعاهدات والعلاقات الدولية، كما أنه يتدخل في العلاقات الاجتماعية بشكل تفصيلي من زواج وطلاق ونفقة وميراث وصلة رحم وحسن الجوار وحسن المعاملة .. إلخ، ولا تجد ناحية من نواحي الحياة إلا وللإسلام فيها توجيهات حتى تستقيم الحياة وفق منهج الله 


x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...