في ذكرى ميلاده.. الإمام البنا سيرة متميزة ومسيرة متواصلة

الرجال سر حياة الأمم ومصدر نهضتها، وتاريخ الأمم هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء ذوي الإرادة القوية، وتقاس قوة الأمم أو ضعفها بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة.

كلمات قالها رجل استطاع أن يغير مجرى التاريخ، ويحفر لنفسه اسمًا من نور بين القادة والزعماء والمصلحين والمجددين من الدعاة، هذه الكلمات قالها الإمام حسن البنا رائد الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي.

جاهد الإمام البنا ضد الاحتلال البريطاني لمصر، وقاد تشكيلات عسكرية للدفاع عن فلسطين تحت شعار “الموت في سبيل الله أسمى أمانينا”، ودعا إلى حرب تحرير شعبية ضد الاحتلال الصهيوني.

ولد الإمام حسن البنا يوم 14 أكتوبر 1906 بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة، وكان باكورة الأبناء لوالده الشيخ عبد الرحمن، الذي عاش يهوى العلوم الشرعية، ونشأ الإمام في أسرة متعلمة مهتمة بالإسلام كمنهج حياة، حيث كان والده عالمًا ومحققًا في علم الحديث.

تخرج الإمام البنا من كلية دار العلوم عام 1927، وكان معروفا بنبوغه وذكائه وحبه للعلم والمعرفة، وكان متفوقا في دراسته، وفي عام 1928 أسس الإمام البنا جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إسلامية هدفها الأساسي هو تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة اليومية وإعادة الحكم الإسلامي للبلاد الإسلامية.

وكان لدى الإمام البنا مجموعة من الأهداف، أهمها وأولها تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وثانيها أن تقوم في هذه الأوطان دولة إسلامية حرة، أما على النطاق الأسري والإنساني فكان البنا رب أسرة مثاليًا لم يقتصر دوره على رعاية أبنائه والعناية بهم والاهتمام بشئونهم، بل قام بتأسيس ملف لكل ابن من أولاده، وكتب في هذا الملف خطة كاملة تبدأ من تاريخ الميلاد ورقم القيد وتاريخ التطعيم وغيره، ويحتفظ فيه أيضا بجميع الشهادات الطبية التي تمت معالجة أبنائه فيها على أساسها.

أما عن اللين ورقة القلب، تقول ابنته سناء في كتاباتها عن الإمام: إنه كان إذا حضر إلى البيت متأخرا بالليل ووجدهم نائمين يقوم بالاطمئنان عليهم ويقبلهم ويغطيهم، وكان إنسانا رحيما عطوفا كريما، وكان له من اسمه نصيب. لقد رسخ الإمام البنا مبادئ تجعل الواحد منا يقول إننا ما زلنا ماضين على العهد فخرا.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...