اعدلوا …

د/ ياسر حمدى
الحمد لله الحكم العدل الذى لا يظلم احدا والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لغة: مصدر عَدَلَ يَعْدِل ، ومعناها القصد في الأمر ، وهو ضد الجور.
اصطلاحاً: هو التوسط بين الإفراط والتفريط .
التأصيل الشرعي:
1- من القرآن:
– “وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكماته وهو السميع العلم” الأنعام 115.
– “وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلٌ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم”النحل 76.
– “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى …” النحل 90.
– “…. وأمرت لأعدل بينكم …” الشورى 15.
– “… وليكتب بينكم كاتب بالعدل …” البقرة 282.
– “والسماء رفعها ووضع الميزان” الرحمن 7.
– “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط” المائدة 8.
2- من الأحاديث النبوية:
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا حكمتم فاعدلوا ، وإذا قتلتم فأحسنوا ، فإن الله عز وجل محسنٌ يحب المحسنين[ مجمع الزوائد – رواه الطبراني وذكره الألباني في صحيح الجامع وقال: حسن.
– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر] رواه الترمذي وابن ماجه وذكره الألباني في صحيحه.
– عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسّم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل إعدل، قال: (لقد شقيتُ إن لم أعدل) أخرجه البخاري ومسلم.
– عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور على يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلوا قال: محمد في حديث وكلتا يديه يمين) سنن النسائي.
3- المثال التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه ، فطارت القرعة على عائشة وحفصة ، فخرجنا معه جميعاً …) أخرجه البخاري ومسلم.
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ، ويقول: [اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك (يعني القلب)] أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وأحمد والحاكم وابن حبان.
4- من الآثار وأقوال العلماء:
– عن خَرَشَةَ بن الحُرِّ قال: (شَهِدَ رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشهادة فقال له: لست أعرفك ، ولا يضرك ألاّ أعرفك ، إِئْتِ بمن يعرفك ، فقال رجل من القوم: أنا أعرفه ، قال: بأي شيء تعرفه؟ قال: بالعدالة والفضل . فقال: فهو جارك الأدنى الذي تعرفه ليله ونهاره ، ومَدْخَله ومخرجه؟ قال: لا ، قال: فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين بهما يستدل على الورع؟ قال: لا قال: فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا ، قال: لست تعرفه ، ثم قال للرجل: إِئْتِ بمن يعرفك) سنن البيهقي وذكره الألباني في الإرواء وقال صحيح.
صور مختلفة للعدل:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته] رواه ابن ماجة وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
– موقف سواد رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوي صفوف المسلمين يوم بدر: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدّل صفوف أصحابه يوم بدر وكان في يده قدح يعدل به وكان سواد بن غزية خارجاً من الصف فطعن بطنه بالقدح ، وقال استو يا سواد . فقال سواد: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل ، قال: فأقدني فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم على بطنه وقال استقد (اقتص) يا سواد ، ثم قام سواد وقبّل بطن المصطفى صلى الله عليه وسلم حباً له حتى يكون آخر العهد أن يمس جلده جلد النبي صلى الله عليه وسلم.
– قول القائد الأجنبي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: عدلت فأمنت فنمت يا عمر.
• أساس الملك.
• إعادة الحقوق.
• أعطني حقي.
• حقي المسلوب.
• الميزان.
مظاهر غياب العدل:
– عدم الأمن في الدنيا والآخرة.
– عدم دوام الملك وزواله لغير العادل.
– عدم رضا الرب والخلق عن غير العادل.
– وقوع الخلق في شر غير العادل.
– عدم صدعه بالحق وممالأة الباطل.
– يسد أبواب وأعمال البر والطاعة.
– يقطع أواصر الأقربين والأبعدين.
– يبعد عن طريق الجنة.
– عدم تساوي جميع المواطنين أمام القانون.
– التسلط على عباد الله.
– انعدام روح التنافس في الخير.
– حب الذات والتملك.
– عدم التحلي بأخلاق الإسلام.
– حصول بعض العاملين بقطاعات الحكومة على ميزات لا يحصل عليها أقرانهم.

أسباب غياب العدل:
– عدم تحقق العدل بين الناس في الواقع.
– عدم الاستقرار والأمن.
– عدم تطبيق القوانين واللوائح على جميع المواطنين كافة سواء بسواء.
– عدم الانصياع لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

سلوكيات خاطئة:
– ترقية بعض العاملين إلى وظائف لا يستحقونها مع أحقية غيرهم في شغلها.
– تقبيل الأب لأحد أبنائه دون الآخرين.
– كتابة المالك لجزء من ملكه لأحد أبنائه أو ورثته في حياته دون إعطاء باقي الورثة (ظلم الورثة في توزيع الميراث على بعضهم دون الآخرين).
– التفاوت الفج في أجور العاملين بالجهات الحكومية المختلفة.
واخيرا ولتعلم …
– العدل أساس الملك.
– العدل أصل الحكم الرشيد.
– اعدلوا هو أقرب للتقوى.
– إذا أردت التقوى فعليك بالعدل.
– اعدل بين أبنائك.
– اعدل بين أبنائك في القبلات.
– العدل طريق موصل إلى الجنة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...