ثمار الهداية بقلم : صالح المختار

14583917291_image

إن أفضل ما يمن الله به على الانسان أن يهديه ويدله على الخير وهذا أعظم النعم التي يمن الله به على عباده في هذه الدنيا.

والهداية نوعان هداية دلالة وهداية توفيق.

وهداية الدلالة أو الإرشاد وهي كما ورد في قوله تعالى:﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾ الآية 17- فصلت.

وهداية التوفيق محل الشاهد هي أفضل عطاء وأعظم جائزة ينالها المتقون من ربهم. فليست النعمة الحقيقة في مزيد المال أو العيال أو التوسعة في الرزق الدنيوي والمتاع الزائل بل في مزيد الهداية ولهذا قال في بيان وجائزة ومكافأة من اهتدى﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ الآية 17 – محمد

لذا فإن أفضل وأجزل ثمرة وعطية ربانيه ما كان في عمار القلب وحسن السير الى الله وهداية النفس ورحم الله من قال: «إذا عمرت القلوب صحت الأبدان».

لذا كانت أفضل دعوة تنالها ممن يحبك “ربنا يهديك” التي يفهما البعض بطريق الخطأ أحيانا.

واعلم أن مرض الشبهة هو أصعب من مرض الشهوة. إذ مرض الشهوة يرجى له الشفاء، بقضاء الشهوة أما مرض الشبهة فلا شفاء له إن لم يتداركه الله برحمة منه.

لذلك تجد أستاذ جامعي يجادلك في قضية واضحة والحق فيها حل ولا يحتاج الى مزيد شرح أو إيضاح ومع هذا يجادل فيه ولا يستبين وجه الحق. وقد تجد رجل من العامة البسطاء لا يحمل شهادة عالية ولا مؤهل لكن الأمور لديه واضحة السبب الرئيسي في هذا التباين هو القلب والتقوى بما فيه من هداية التوفيق؛ قال تعالى:﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ من الآية 29 – الأنفال.

وتقوى الله والهداية هي التي تجعلك على بينه من خفايا الأمور وبواطنها ولعلك بهذا البيان تدرك بعض آثار العلماء والمصلحين ومدى تأثيرهم فيمن حولهم أو ما تركوا من علم وتراث وأثار في فترة وجيزة في الدنيا كلها.

إن صلاح القلب، والتقوى والهداية لهم أثر عظيم في هذا الظرف التي تمر به الامة. حتى لا نحرم هداية التوفيق وثمارها.

أخي الكريم ضع أمامك هذه الوصية النبوية الغالية: “من تعلم فعمل علمه الله ما لم يتعلم. ومن عمل بما علم ورثة الله علم ما لم يعلم”

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...