الإسلام منهج حياة

3

خلقنا الله عز وجل وأنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى.. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا..
ولكن أعظم هذه النعم أن مَنَّ الله علينا بهذا الدين فجعلنا من المسلمين.. فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها علينا نعمة..
.و(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.
فالإسلام هو الدين عند الله عز وجل.. فرب العزة يقول “. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ…..”
ويقول أيضا ” وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ “.
فالإسلام هو الاستسلام والإذعان لله وحده فمن أسلم قلبه ووجهه لله فهو المسلم.
والإسلام هو الخضوع والقبول بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم..
فالإسلام إذن منهج شامل متكامل يشمل جميع مناحي الحياة..
فلا ينبغي أن نقصر الإسلام على جزء دون جزء.. ولا ينبغي أن نأخذ من الإسلام ما يوافق هوانا ونترك منه ما يخالف هوانا..
فمن الناس مَن لا يرى الإسلام إلا هذه الفرائض الظاهرة من صلاة وصيام وزكاة وحج !..
ومن الناس مَن لا يرى الإسلام إلا بعض العقائد الموروثة فمن أداها فقد استكمل الإيمان !..
ومن الناس من لا يرى الإسلام إلا أخلاقا فاضلة وعاطفة جياشة !..
ومن الناس من يقصر الإسلام على الزهد فى الدنيا والرغبة عنها !..
ومن الناس من يأخذ من الإسلام ما يوافقه ويترك منه مالا يوافقه ..
فهذه أمور كلها جزء من الإسلام ولكن الإسلام كل لا يتجزأ..
فهو عقيدة وعبادة وخلق وتشريع.. سياسة وقانون وعلوم واقتصاد..
يقول الله عز وجل “. قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ…”
فالصلاة والزكاة والحج والنسك.. الفرائض والعبادات والأخلاق.. بل إن الحياة والممات لله رب العالمين.
يقول الله عز وجل ” وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ….”. أي جاء الإسلام مبينا وموضحا لكل شيء.
وقد تحدث الله عن الذين يأخذون من الإسلام ما يوافق هواهم ويتركون منه ما يخالف هواهم، فوعدهم بالخزي في الدنيا والعذاب يوم القيامة ” أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “.
وتحدَّث الله أيضا فى قرآنه عن جملة من الفرائض والأحكام والتي بيَّن لنا فيها الإسلام بعمومه وشموله من حديث عن الصيام وحديث عن الوصية وحديث عن الخمر والميسر وحديث عن المحيض وأحكام الزواج والطلاق والمواريث، بل والحديث عن القتال والقصاص والقضاء.
فكما أن الإسلام يشتمل على الفرائض والعبادات فهو أيضا يشتمل كذلك على المعاملات والأخلاق والسلوك كما يشمل أيضا شئون الحكم والحروب والقضاء.
جاء وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فرغبوا في الدخول في الإسلام إلا أنهم اشترطوا ألا يقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا حارب الفرس لأن بينهم وبين الفرس عهداً. فرفض النبي صلى الله عليه وسلم ورد عليهم قائلا ” ما أسأتم الرد حين أفصحتم الصدق غير أنه لا يقوم بهذا الدين إلا من حاطه من جميع جوانبه “.
وهذا موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه من ما نعي الزكاة حيث قال ” والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة….”.
لأن الإسلام كل لا يتجزأ..
وقد عبر عن ذلك الامام الشهيد حسن البنا بقوله ( الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة وهو مادة وثروة أو كسب وغنى وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة كما أنه عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء)..
.فالإسلام دين رحمة للعالمين جميعا؛ المسلمين وغير المسلمين.
– بإقرار قواعد وأسس التعايش السلمي الآمن بينهم باختلاف عقائدهم وانتماءاتهم وذلك رسالة تجمع بين الدنيا والآخرة.
ـ والإسلام وهو أيضا رسالة تشمل شؤون الفرد وشؤون الأسرة وشؤون المجتمع وشؤون الأمة وشؤون الدولة وشؤون العلاقات الدولية.
– ورسالة الإسلام منهج حياة ينظم حياة الإنسان من أدق تفاصيلها وامتداداً إلى الشأن العام وبناء الدولة وتنظيم علاقاتها الدولية ببقية دول العالم.(بداية من نظافته الشخصية وأدب المائدة، وكيف يأكل ويتزوج ويعاشر زوجته امتدادا إلى بناء الدولة على أسس العدل والإحسان والأمانة والأخلاق والقيم والتشريعات، وتنظيم العلاقات الدولية ).
ـ كما يشمل الإسلام كل أطوار حياة الإنسان، حيث يقرر للإنسان التشريعات التي تحفظ له حقوقه الإنسانية بداية من خلقه جنينا في بطن أمه حيث تقر للحمل المستكن حقوقه ثم مولده وحقوق وطريق رضاعته إلى تربيته وتنشئته إلى أن يشب وينشأ ويصبح قادراً على العمل ورعاية نفسه.
– والإسلام دين استوعب شؤون الدنيا والآخرة حيث قدَّم المناهج والقواعد العامة التى يستقيم عليها أمر الحياة في مجالاتها المختلفة وزاد في بعض النواحي فقدم التفصيلات والأحكام والتشريعات. وفى أمر الآخرة أجاب وفسر لنا الكثير ومن الغيبيات التي كانت مجهولة للإنسان، قدم لنا تصوراً كاملا عن حياة الإنسان في الآخرة بداية من كيفية خروج الروح إلى القبر إلى يوم القيامة بمشاهده وتفصيلاته انتهاء إلى الحياة الأبدية والمستقر النهائي في الجنة أو النار
فشمولية الإسلام أنت تعرف الحق والحقيقة ثم تحاور العقل والقلب ثم تترك الخيار للناظر والسامع أن يقرر بعدها ” فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ…..”.
فلا إكراه لأحد على تغيير دينه أو غير ذلك.
الإسلام والآخر:
وقد حدد الإسلام علاقة المسلمين بغيرهم وأن غير المسلمين الذين يعيشون في بلاد المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. فيعيشون في كنف الإسلام في حب وود وسلام.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة “.
وتمر ذات يوم جنازة يهودي فيقوم لها النبي صلى الله عليه وسلم احتراما لحق الإنسان فقال له الناس إنه يهودي فقال صلى الله عليه وسلم “ أليست نفسا “.
وقد جعل الإسلام حقوقا للمرأة فأنصفها ورفع قدرها وأعلى شأنها.. وما كرمت المرأة في شريعة كما كرمت في شريعة الإسلام..
وجاءت شريعة الإسلام لتحارب الفقر والتخلف وتبني حضارة تقوم على السماحة والرقي..
ألا ما أعظمه من دين وما أرقاه من فهم فهو منهج متكامل، تشريع شامل لكل مجالات الحياة، فهو إيمان وعمل، عقيدة وشريعة، عبادة ومعاملة، فكر وعاطفة، أخلاق وعمران. دولة ووطن، مصحف وسيف، عقيدة وجندية.
وأخيراًًًًًًًً ” ينبغي أن نؤمن به إيمانا صادقا لا يتزعزع..
وأن نربي عليه أنفسنا وأبناءنا..
وأن نطبقه في جميع مناحي الحياة..

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...