كيف بدأ النبى التربية الإيمانية ؟

1

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
العقيدة الصحيحة أصل العمل والسلوك
العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام , وأساس الملة , وقد ثبت من واقع الكتاب والسنة أن جميع الأعمال والأقوال لا تصح ولا تقبل إلا إذا كانت صادرة عن عقيدة صحيحة , فإذا كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال .
قال تعالى:{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ( الكهف : 110 ) .
وقال تعالى: { وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( المائدة: 5 )
وقال تعالى: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ( الزمر : 65 )
كيف بدأ – صلى الله عليه وسلم – التربية الإيمانية ؟
بدأ – صلى الله عليه وسلم – يربي أصحابه , بتحقيق معنى الشهادتين في قلوبهم لأن بهما يتحقق أصلان ثابتان , هما جماع الدين , وسراج يضيء معالمه وفق شرع الله , وتوجيه الوحي له .
الأصل الأول: ألا نعبد إلا إياه:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ( الفاتحة : 5 )
الأصل الثاني : أن لا يعبد إلا بما شرع:{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } ( البقرة : 112 )
وبعد أن ثبت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – رسوخ الشهادتين في قلوب المسلمين من واقع سلوكهم, انتقل إلى مرحلة ترسيخ أصول الإيمان في قلوبهم.
ما هي أصول الإيمان ؟
إن أصول الإيمان , وإن شئت قل : أصول العقيدة الصحيحة هي : ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن جبريل عليه السلام – سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الإيمان , فقال :
( الْإِيْمَان أن تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْم الْآخِر وَالْقَدْرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ) . هذه الأصول الستة وما يتصل بها من سائر المغيبات, يجب أن تتعمق في نفس المؤمن, وتتفاعل مع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حتى يربى المؤمن على الإيمان العميق.
إن الإيمان بالله وحده يقتضي أن نكون على يقين جازم بأن:
– الله تعالى هو الإله الحق وما سواه باطل.
– الله تعالى هو المستحق وحده للطاعة المطلقة في كل أمر أو نهي يصدر عنه
– الله سبحانه هو المستحق للعبادة دون كل ما سواه .
– اليقين بأن الله تعالى وحده له الخلق والأمر , لأنه خلق العباد, فله أن يأمر بما شاء : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }( الأعراف : 54 )
– أن يكون معلوما بالضرورة أن الدين والشرع , والأمر والنهي – مظهره وقيامه – من صفة الإلهية .
– وأن الخلق والإيجاد والتدبير والفعل من صفة الربوبية .
– والجزاء والثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك , لأنه سبحانه مالك يوم الدين .
الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته :
لقد غرس – صلى الله عليه وسلم – في قلوب أصحابه حب أسماء الله وصفاته والإيمان بها إيمانا مطلقا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل , وعلى جميع المسلمين أن يؤمنوا بها كما وردت في الكتاب العزيز , وكما – صلى الله عليه وسلم – من غير كيف , فيجب وصفه بها على الوجه اللائق به , من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته , كما قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ( الشورى : 11 ), وقال تعالى : { فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ( النحل : 74 )
وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة التي تمسكوا بها من لدن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وستظل إلى قيام الساعة , وهي عقيدة كل من التزم طريق الإسلام الصحيح من غير تحريف والا التواء .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...