عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟” قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “سُبْحَانَ اللَّهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ، أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ [1].
النبي صلى الله عليه وسلم يعاتب الرجل؛ لأنه تعجل العقوبة، ولم يسأل الله العافية، وكم من مُبتلى تعجل العقوبة، ولو سأل الله العافية لكان خيرًا له.
وقد يظن ظان أن طلب الرجل يُعد منطقيًا، وهذا ليس بصحيح لمن عرف شديد عقوبة الله وعذابه، وعرف عظيم عفوه وواسع رحمته، ولذلك وجه النبي الرجلَ إلى سؤال خيري الدنيا والآخرة؛ فحسنة الدنيا تشمل تحسُن حال الإنسان من عافية، وسعة رزق، وصلاح حال، واستقامة عمل، وسلامة من الشرور والآفات.
أما حسنة الآخرة فأعلى ما يكون منها دخول الجنة، والنظر إلى وجه الله الكريم، وتوابع ذلك من الأمن من أهوال ذلك اليوم وكروبه وشدائده، ثم ختم هاتين الحسنتين بسؤال الله البعد عن أسباب العقوبة بالنار من ارتكاب المعاصي والتورط في الآثام، فسؤال الله الوقاية من النار يقتضي سؤال الإعانة على اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام، وبهذا يتبين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجهه إلى سؤال العافية في الدنيا ومواجهة العقوبة في الآخرة.
إذن المرء يستطيع بلسانه أن يجلبَ لنفسه الخيرات، وأن يدفع عنها الشر والمنغصات، ولهذا كانت وصية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لـ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، لمَّا سأل النبيَ صلى الله عليه وسلم مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: “أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ”[2].
وحتى يُمسك المرء لسانه، لابد له أن يُشغله بالطاعات عن المحرمات، وحتى يقدر المرء على ذلك؛ لابد له أن يُدرك الحقيقة الحاضرة الغائبة، وهي أنَّ الله خلقنا لعبادته وتوحيده؛ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
والعبادة عنوان عريض يدخل تحته كلُّ ما يحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال؛ الظاهر منها والباطن، والرابح مَن استكثَر من العبادات وتزوَّد من القُربات، واستعدَّ لِما هو آتٍ، فأمامنا جميعًا موت شديد الكُربات، وحشْرٌ ونَشْرٌ، وأهوال وصعوبات، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2].
ومن أنواع العبادة التي ركَّز الإسلام عليها ونبَّه إلى أهميَّتها، عبادة سهلة يسيرة، ليس فيها دفعُ مالٍ، ولا تتطلَّب مخاطرة ولا إقدامًا، ولا تَستلزم فراغًا، ولا تَستهلك جهدًا، عبادة شأنها عظيم، وأثرها كبير في رفْع الدرجات ومَحو الخطيئات، عبادة يُطيقها الصغير والكبير من الرجال والنساء، عبادة تؤدَّى في كلِّ وقتٍ ومكان، إنها قد قارَبت في فضْلها فضْلَ الجهاد في سبيل الله، الذي فيه الحرب والضَّرب، وتطايُر الرِّقاب، وتقطُّع الأشلاء، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “أَلا أُنَبِّئْكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرَقِ وَأَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: ومَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى”[3].
وجاء رجلٌ يشكو إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كثرة شرائع الإسلام عليه، ويَطلب منه إرشاده إلى ما يَتمسَّك به؛ ليصلَ به إلى الجنَّة، عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلِّها؛ فأخبرني بما شِئت أتشبَّث به ولا تُكثر عليّ فأنسى، قال: “لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى”[4].
وإنَّ المتأمِّل في نصوص الكتاب والسُّنة، لَيرَى عجبًا في بيان أهميَّة الإكثار من ذِكر الله تعالى، ففي الجِهاد في سبيل الله وحال مُلاقاة الأعداء، يأمر الله تعالى بالثبات وبالإكثار من ذِكره؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وبعد أداء الصَّلاة التي هي من أعظم العبادات، يوصي ربُّنا بذكره؛ {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: 103]، وبعد أداء صلاة الجمعة يوصينا ربُّنا؛ {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]، وفي مناسك الحج يأتي الأمر بذِكر الله في ثنايا أعمال الحجيج؛ {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا } [البقرة: 200].
وبالجملة: يوصينا ربُّنا سبحانه بالإكثار من ذِكره، فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42].
من فضائل ذكر الله
هناك أذكار ورَدت فيها فضائل عظيمة، وذُكِرت فيها مثوبة جليلة، ومن هذه الأذكار: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ حيث وردَ في فضْلها أحاديثُ كثيرة، منها: قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “أحبُّ الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرُّك بأيِّهنَّ بدَأتَ”[5].
وعن أنسٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “إنَّ الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لتُساقط من ذُنوب العبد كما تَساقَط ورقُ هذه الشجرة”[6].
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “خُذوا جُنَّتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهنَّ يأتينَ يوم القيامة مقدِّمات، ومُعقِّبات ومُجنِّبات، وهنَّ الباقيات الصالحات”[7].
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لأنْ أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحبُّ إليّ مما طلَعت عليه الشمس”[8].
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لقيتُ ليلة أُسري بي إبراهيمَ الخليل عليه السلام فقال: يا محمد، أقْرِئ السلام أُمَّتك، وأخبرهم أنَّ الجنة طيِّبة التربة، عَذبة الماء، وأنها قِيعان، وأنَّ غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”[9].
فانظُر يا أخي الكريم إلى ما ورَد في فضْل هذه الكلمات الأربع، وإلى سُهولة هذه العبادة، أفلا نكون ممَّن عرَف هذا الخير وعَمِل به وأكثَر منه.
وإليك هذه الفضائل التي لا يُفَوِّتها إلاَّ محروم، أخرَج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالوا: ذهَب أهل الدُّثُور من الأموال بالدَّرجات العُلى والنعيم المُقيم؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضلٌ من أموال يحجُّون بها ويَعتمرون، ويُجاهدون ويتصدَّقون، قال: “ألا أحدِّثكم إن أخَذتم، أدْرَكتم مَن سبَقكم، ولَم يُدرككم أحدٌ بعدكم، وكنتم خيرَ مَن أنتم بين ظَهْرانيه، إلاَّ مَن عَمِل مثله، تُسبِّحون وتَحمدون، وتُكبِّرون خلف كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين”.
وأخرَج البخاري أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مَن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرَّة، حُطَّت خَطاياه وإن كانت مثلَ زبَد البحر”.
وأخرَج البخاري أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “كلمتان خَفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
وأخرَج مسلم عن ابن عمر، قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذ قال رجلٌ من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَن القائل كلمة كذا وكذا؟”، قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: “عَجِبت لها؛ فُتِحت لها أبواب السماء”، قال ابن عمر: فما تركتهنَّ منذ سَمِعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول ذلك.
وأخرج مسلم عن مصعب بن سعدٍ قال: حدَّثني أبي: كنَّا عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: “أيَعجِز أحدُكم أن يكسبَ كلَّ يوم ألف حسنة؟”، فسأله سائلٌ من جُلسائه: كيف يكسب أحدُنا ألف حسنة؟ قال: “يُسبِّح مائة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يُحَطُّ عنه ألف خطيئة”.
وأخرَج مسلم عن ابن عباس عن جُويرية أمِّ المؤمنين أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خرَج من عندها بكرة حين صلَّى الصُّبح وهي في مسجدها، ثم رجَع بعد أن أضْحى وهي جالسة، فقال: “ما زِلت على الحال التي فارَقْتُك عليها؟”، قالت: نعم، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: “لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرَّات لو وُزِنت بما قلتِ منذ اليوم لوزَنتهُنَّ؛ سبحان الله وبحمده: عدد خَلقه، ورضا نفسه، وزِنة عَرْشه، ومِداد كلماته”.
فمع ما في ذِكر الله تعالى من الأجر الكثير والعاقبة الحميدة، فإن له أيضًا فوائدَ محسوسة، يَلمسها الذاكرون في حياتهم، ومن ذلك فائدتان كبيرتان، ذكَرهما ابن القَيِّم رحمه الله:
أولاهما: أنَّ دوام ذكر الربِّ تبارَك وتعالى يوجِب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومَعاده؛ فإنَّ نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها، فمَن نَسِي الله تعالى أنساه نفسه في الدنيا، ونَسِيه في العذاب في الآخرة، وما يُجازَى به المسيء من ضِيق الصَّدر، وقَسوة القلب، وتشتُّته، وظُلمته، وغمِّه، وهمِّه، وحُزنه ما هي إلاَّ عقوبات عاجلة، ونار دنيويَّة، وجهنَّم حاضرة، والإقبال على الله تعالى، والإنابة إليه، وامتلاء القلب من محبَّته، واللهج بذِكره، والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل، وجنَّة وعيش لا نِسبة لعيش الملوك إليه ألبتَّة.
ثانيهما: أنَّ الذكر يعطي الذاكر قوَّة؛ حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لَم يظنَّ فِعله بدونه، وقد شاهَدت من قوَّة شيخ الإسلام ابن تيميَّة في سُننه، وكلامه وإقدامه، وكتابه أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يَكتبه الناسخ في جمعةٍ وأكثر، وقد شاهَد العسكر من قوَّته في الحرب أمرًا عظيمًا؛ انتهى كلامه رحمه الله.
كما أنَّ مما يُعين على حياة القلب وطمأنينة النفس وراحة البال دَوام ذِكر الله عزَّ وجلَّ فنِعم الزاد الذي كان يتغذَّى به الصالحون ويَنعَم به العارفون؛ كما قال ربُّنا: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
ويقول ابن تيميَّة رحمه الله: “الذِّكر للقلب مثل الماء للسَّمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارَق الماء؟!”.
يقول ابن القَيِّم: “وحضَرتُ شيخ الإسلام ابن تيميَّة مرَّة صلَّى الفجر، ثم جلَس يذكر الله تعالى إلى قُرب من انتصاف النهار، ثم الْتفتَ إليَّ وقال: “هذه غدوتي، ولو لَم أتغدَّ هذا الغداء لسَقَطت قوَّتي”.
وقد ذكر الله تعالى الذاكرين في كتابه بأجل الذكر، فقال سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190-191].
وبيَّن في آية أخرى فضل الذكر، وأنه تطمئن به قلوب أهل الإيمان؛ فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وجعل جزاء الذاكر أن يذكره سبحانه وهل هناك أرفع من أن يذكر الله سبحانه عبده المؤمن؟! قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلم قال: “يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم”.